معلومات هامة: عن فن وأخلاقيات الحوار الأسري

dr.sola
المؤلف dr.sola
تاريخ النشر
آخر تحديث

 إن الحوار الهادئ هو العلاج الأمثل لحل جميع المشاكل، ولتطبيق أخلاقيات وفن الحوار بين الآباء للأبناء يساعد الأبناء لاكتساب تلك المهارة، وسوف نتعرف في هذه المقالة عن فن وأخلاقيات الحوار الأسري الهادف.


                       معلومات هامة عن: فن وأخلاقيات الحوار الأسري

                                                
معلومات هامة: عن فن وأخلاقيات الحوار الأسري
معلومات هامة: عن فن وأخلاقيات الحوار الأسري

إن غياب الحوار الأسري وعدم إستيعاب أهميته بإعتباره أحد العوامل الهامة التي تساعد في حماية الأسرة من مخاطر التفكك، وإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل الأسرية المختلفة، كما أن يعد الحوار الأسري حصناً منيعاً للأسرة من التفكك والآنحلال، فالأسرة هي نواة المجتمع وهي أولي الجماعات ذات التأثير في العلاقات الإجتماعية، كما تكسب الفرد الكثير من أنماط السلوكيات والتفكير المختلف.

وظائف الأسرة:

هناك عدة وظائف للأسرة منها:
1- إشباع حاجات الفرد من نفسية وإجتماعية وجسدية وعضوية.
2- تعليم الأبناء وإكسابهم بعض المهارات التي تعمل علي تطوير قدراتهم وميولهم لمواجهة متطلبات الحياة.
3- الترفيه وقضاء أوقات الفراغ في أشياء مسلية لنقل الفرد من حالة الضيق والتوتر إلي حالة من السعادة والراحة النفسية.
4- توزيع الأدوار بين أفراد الأسرة علي أن يهتم كل فرد بدوره ومسؤوليته داخل المنزل، وبث روح التعاون والتفاهم بين الأبناء.
5- يتكفل الأب بالنفقة علي أفراد اسرته.
6- إكساب الأطفال التعاليم الدينية من سن صغير والمحافظة علي السير علي الخطي الدينية.
7- تنشأة الأبناء علي الأخلاق الحميدة لتجنب تدهور الأخلاق في المجتمع مستقبلا.
8- توفير جو أسري يسوده المودة والرحمة والتفاهم والشعور بالأمان، ومساندة أفراد الأسرة لبعضهم البعض.

أهمية الحوار الأسري لتعزيز الروابط الودية:

يعتبر الحوار الأسري من أهم التواصل الفعال بين أفراد الأسرة والتي تحقق نتائج تربوية وأخلاقية واجتماعية ونفسية ناجحة تساعد في حل الكثير من المشكلات الأسرية وبناء جو أسري يسوده الحب والتفاهم والثقة بين أفرادها، وبناء شخصية قوية قادرة علي حل مشاكلها الصغيرة والكبيرة، كما يدعم العلاقة بين الآباء والأبناء، وعندما تغيب لغة الحوار بين أفراد الأسرة فسوف يسودها مفهوم القسوة والعنف بين الآباء والأبناء وبين الزوج والزوجة وبين الأولاد مع بعضهم البعض، كما يتعلم الأبناء من خلال الحوار الأسري احترام الرأي المخالف له في وجهة النظر، ويساعد علي تنشأة الأطفال نشأة سوية صالحة للمجتمع ولتكوين أسرة مستقبلا، كما أن للحوار الأسري التأثير الكبير في بعد الطفل عن الأفكار والسلوكيات المنحرفة وتقويم السلوك الغير مقبول، فالحوار الأسري لايمكن الاستغناء عنه في عصر الاتصالات والمواقع الاجتماعية التي تسعي إلي التفكك الأسري.

هناك بعض الضوابط التي تهدف إلي حوار إيجابي بين أفراد الأسرة، من بين تلك الضوابط:

  1. أن يكون الهدف من المناقشة هو الوصول إلي الحقيقة والتخلي عن الآراء الشخصية في حل المشاكل، وأن اختلاف أوجه النظر يمكن تجنبه.
  2. البدء بالكشف عن الجوانب الإيجابية التثير مشاعر المحبة قبل الجوانب السلبية التي تثير غضب الآخرين ومن الممكن أن يفشل الحوار بذكرها في بداية الحوار.
  3. الصدق في الحوار لأن الصدق له قيمة إجتماعية كبيرة، كما أن الصدق يكسب الحوار قوة في إقناع الآخرين، وعلي الوالدين تحري الصدق أثناء الحوار وفي سلوكهم بشكل عام.
  4. أن الحوار الأسري مبني علي المحبة للغير بين أفراد الأسرة.
  5. أن ينتهج المحاورون منهج من الهدوء والكلمة الطيبة التي تساهم في حل المشاكل الأسرية سريعاً وبوجود الثقة بين أفراد الأسرة أيضاً.
  6. من الهام أيضاً إختيار الوقت المناسب لاجتماع أفراد الأسرة وخاصة في المناسبات السعيدة، أو في عطلة نهاية الأسبوع حتي يصبح الحوار فعال وناجح.
  7. من هدف الحوار هو الوصول إلي نتيجة ترضي جميع أفراد الأسرة أو إختيار الحل المرضي لاغلبهم، او تأجيل إتخاذ القرارات إلي وقت لاحق بدل من اهماله فتراكم المشاكل يكون كالقنبلة الموقوتة التي تنفجر في أي لحظة.
  8. التحدث بلغة واضحة أمام الجميع وإتاحة طرح السؤال من أي فرد من الأسرة لاستيضاح ما هو غامض بالنسبة له.
  9. مناقشة موضوع واحد فقط خلال إجتماع أفراد الأسرة ولا يجب المناقشة في أكثر موضوع او مشكلة للوصول إلي نتيجة جيدة.
                                                  
معلومات هامة: عن فن وأخلاقيات الحوار الأسري
معلومات هامة: عن فن وأخلاقيات الحوار الأسري


معوقات الحوار الأسري:

هناك عدة عوامل تساهم في ضعف الحوار الأسري منها حرمان الطفل الصغير في إبداء رأيه لصالح الكبير أو إبداء رأي الرجل عن رأي المرأة ولابد من تصحيح تلك الأفكار، ومن معوقات الحوار الأسري:

1- المشاكل بين الزوجين:

المشاكل الدائمة بين الزوجين والشجار والمشاحنات تخلق جو من الخوف والقلق للأطفال وعدم الأمان، خاصة عند إنعدام لغة التفاهم والمودة بين الزوجين الذي يمكن أن يحل الكثير من الخلافات بينهم، وقد أثبتت بعض الدراسات العلمية أن المراهقين والأطفال الذين يعيشون في بيت مضطرب قد ينتج عنه إصابتهم ببعض الأمراض النفسية والجسدية أيضاً.

2- ضغوط الحياة اليومية:

إن ضغوط العمل اليومية أو ضغوط الحياة بشكل عام تسهم بشكل كبير في زيادة البعد بين الآباء والأبناء، وتنشغل عن إقامة الحوار الأسري، وبالتالي يؤدي إلي فشل تربية الأبناء تربية سوية بل قد يتمادي الأمر إلي وقوع الآبناء في مجتمع أصدقاء السوء في غفلة عن الوالدين.

3- غياب الأسوة الفاضلة:

إن غياب الأسوة الفاضلة عن الأسرة يسهم إلي درجة كبيرة في ضياع السلوك الحسن والقيم الاجتماعية الفضيلة وضياع الحوار الأسري والبحث عن القدوة الصالحة بعيداً عن البيت، لذلك نقول إن التنشئة الاجتماعية السليمة للأبناء لن تتحقق إلا بوجود قدوة صالحة داخل البيت تساعد في توجيه سلوك الأطفال في الاتجاه الصحيح واستحضار نموذج جيد كقدوة يحتذي بها في كل الأوقات.

4- الإهمال العاطفي:

هناك بعض الآباء ممن يفرضون سيطرتهم علي الزوجة والأطفال وتكثر المشاكل في البيت بسبب النظرة الشكاكة لكل تصرف يصدر منهم الأمر الذي ينتج عنه ضحايا لتلك المشاكل وهم الأبناء الذين يقعون في رقابة صارمة قاسية وحياة مليئة بالتوبيخ علي أتفه الأسباب وفقدان الرعاية العاطفية من جهة الوالدين علي أولادهم ويؤدي إلي حجب الحوار الأسري بين الآباء والأبناء.

مواضيع ذات صلة:

5- الجفاء الزوجي:

يتشكل الجفاء الزوجي في سوء المعاملة بين الزوجين أو أحد الطرفين وبالتالي يؤدي إلي سوء الحوار بين الزوجين أو الخرس الزوجي، والخرس الزوجي يعد من أهم معوقات الحوار الأسري والذي يخفي وراءه بعض عوامل متداخلة مثل:

  • وجود الكثير من الاباء الذين لا يدركون بأهمية الحوار الأسري بل يتجه إهتمامهم لمتابعة برامج التلفزيون أو الاطلاع علي مواقع التواصل الاجتماعي.
  • إعتماد بعض الأسر علي الخادمة في رعاية الأطفال لتحل محل الأم مما له من آثار سلبية في تنشئة الطفل السوية.
  • إنشغال الأب بعمله وقضاء وقت طويل لانهاء أعماله وإنغماس الأم بالعمل وبمسؤوليات البيت في نفس الوقت ينتج عنه إنصراف الأبناء لاقران السوء خارج البيت.
  • كثرة الإنجاب الغير متزن مع ظروف معيشة الأسرة، وكثرة الخلافات بين الزوجين، عدم التقرب للأبناء وضعف التفاهم والثقة يؤدي إلي ضعف الحوار الأسري وخلق جو من القلق والاضطراب داخل المنزل، وإعداد الزوجين للأنفصال النفسي والتباعد العاطفي.
                                          


تعليقات

عدد التعليقات : 0