تتكون الشخصية من عدة أنماط منها المقامرة والمتقلبة والمهمشة، فهي التي تحدد سلوك الفرد من خلال مجموعة من السمات الخاصة بها وتؤثر علي تفاعلاته مع المجتمع والمحيطين به.
كيف تتكون الشخصية ؟ استكشاف أنماط الشخصية المقامرة، المتقلبة والمهمشة
كيف تتكون الشخصية؟
تتكون الشخصية من عدة سمات مثل النفسية، الاجتماعية، الجسدية، والعادات والتقاليد، القيم الاجتماعية والأخلاقية والدينية، وتتعرض الشخصية لعدة مواقف وأحداث تساعد في تغيير الشخصية أو إكتساب خبرات وصفات جديدة سواء هذه العوامل إيجابية او سلبية، لكن هناك بعض المتغيرات الثابتة التي تؤثر في بناء شخصية الإنسان منها:
1. العوامل الفسيولوجية الطبيعية:
- عوامل ذات صلة بمرحلة الطفولة: والتي تتلخص في تأثير الغدد الصماء في تكوين شخصيته وسلوكه، تأثير شكل وصفات الجسدية.
- التنشئة الإجتماعية داخل الأسرة: مثل أسلوب رعاية وتربية الطفل التي تؤثر في تشكيل شخصية الطفل سواء سلبية أو إيجابية حيث إنها البيئة الأولي التي يستمد منها الطفل الأنماط السلوكية والخبرات والمهارات الإجتماعية المختلفة.
- العوامل الصحية: ويؤكد الأطباء أن عامل التمتع بالصحة الجيدة يؤثر بشكل واضح علي فسيولوجية اعضاء جسم الإنسان (من إفرازات الغدد واضطراباتها، التكوين الجسمي للفرد) وبالتالي يؤثر علي تكوين شخصيته وسلوكه فالشخص الضعيف في بنيته الجسدية نجده يتجنب المواقف التنافسية.
- عوامل تتعلق بالأم: ويقصد بها تلك العوامل الداخلية التي تؤثر علي الجنين وهو بداخل رحم الأم منذ لحظة الحمل إلي موعد الولادة وتؤثر في تكوين ونمو الجنين وتطوره داخل الرحم.
- العوامل الدينية: ويقصد بها تعاليم الدين الذي يفسر سر الوجود الإنساني وعلاقاته بالعالم الخارجي والاجتماعي، ويحدد له سبل مواجهة التحديات والصعوبات في الحياة.
- الأجهزة الإعلامية: وسائل الإعلام التي لها تأثير قوي في تشكيل آراء المجتمع وتكوين توجهات الأفراد والشباب عامةً، فهي وسيلة هامة في التأثير في أساس المبادئ الدينية والأخلاقية.
- البيئة الإجتماعية المحيطة: ظروف البيئة الإجتماعية من عوامل مادية وثقافية وحضارية تؤثر في تكوين شخصية الفرد وإكتسابه لبعض الصفات التي تميزه عن غيره.
2. العوامل الوراثية:
يقصد بالعوامل الوراثية هي الموروثات الجينية التي تحمل الكثير من الخصائص التكوينية التي تنتقل من الآباء للابناء من خلال بعض الخلايا التي تربط بين الفرد واجداده والتي يستقي جذوره ووجوده من خلال تلاقي هذه الخلايا الصغيرة من الأب والأم، ويتوارث هذه الصفات من الوالدين بالتساوي.
الشخصية المقامرة:
وهي الشخصية التي تتسم بالاندفاع بدون القدرة علي السيطرة علي هذه الاندفاعات، فهو ينساق للعب القمار كإنه شخص مسحور لتلك المائدة الخضراء ولا يستطيع التوقف عن الإنبهار ولا السيطرة علي نفسه بل يغامر ويستدين ويكذب ويخرق القوانين من أجل الحصول علي المال أو لدفع الديون، ومن الممكن أن يغامر ويقامر ولا يكف عن اللعب مهما كانت خسارته لانه يري علي يقين بأن الحظ علي مقربة منه وأن الربح آت لا محالة، ويشعر المقامر أثناء لعبه بالقلق والتوتر وأحياناً بالبهجة والسرور مما يتعلق أكثر بتلك اللعبة كالطفل الذي ينجذب للعبه ، وفي الحقيقة أن المقامر يعكس اضطراباً يظهر بصورة واضحة في سلوك عدواني مع اللامبالاة بمشاعر الأسرة والأهل والمحيطين مما يصل نهاية الأمر إلي توتر العلاقات الأسرية وخلل في حياته الشخصية.
موضوعات ذات صلة:
الشخصية المتقلبة:
هذه الشخصية تختلف عن باقي الشخصيات إذ إنها لا يهدأ لها بال ولا تستقر علي رأي أو مبدأ ثابت، او إنك تستطيع أخذ رأي قاطع منه واضح أو مباشر، فهو علي مزاج متغير كل دقيقة، متقلب في المزاج والمشاعر، يبقي علي حال وفي ثواني ينقلب للضد فهو يتغير حاله من فرح إلي حزن وكرب، ووصفه علماء النفس إن تلك الشخصية قريبة إلي حالة الشخصية الفصامية، وتتصف أيضاً إلي الحدية في التعامل مندفعة، من الصعب تكيفها مع المجتمع، والشخصية المتقلبة هي شخصية متأرجحة بين الغضب والقلق لاتعرف معني الاستقرار، تستطيع هذه الشخصية الهروب من أي مسؤولية هي ملتزمة به، فهي سلبية وتخسر الكثير من العلاقات الاجتماعية بسبب عدم التزامه، وسبب تكوين تلك الشخصية القاسية يرجع إلي مرحلة الطفولة المبكرة ومعاملتها بقسوة شديدة من الوالدين مع الحرمان من الحب والدفء المنزلي لذا فهو تربي علي القسوة والشدة التي تكون شخصية لا تعرف المرونة ولها سمات خاصة بها مثل:
- الشعور المستمر بالخوف من كارثة قادمة.
- الشعور بالإحباط والخيبة الداخلية.
- الريبة الممزوجة بسوء الظن والتوجس العدائي للآخرين.
- فقدان الإنتماء العاطفي وبالعزلة النفسية.
- الشعور بعدم الأمان الاجتماعي والتعامل مع الآخرين بتحفظ شديد.
الشخصية المهمشة:
الشخصية المهمشة هي الشخصية التي لاتملك قوة التأثير علي المحيطين بها فهي قليلة القيمة في مجتمعه، وتظهر تلك الشخصية بوضوح في بلاد المهجر حيث اختلاف العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية والثقافية والتي من الصعب التكيف معها، فالمواطن المهاجر إلي بلد مختلف تماماً عن موطنه الأصلي، يجد صعوبة بالغة في تبني قيم ومعايير إجتماعية غريبة عليه فيبدو سلوكه غريب وغير مقبول به من الآخرين حيث لا يعتبر سلوك متحضر فيعيش المهاجر في صراع دائم.