إن الشجار بين الأبناء جزء طبيعي من النمو، لكنه يسبب الكثير من التوتر والإزعاج بالبيت، فيجب علي الآباء الإنتباه وتحويل ذلك إلي فرص من الحوار والمناقشة والتفاهم بينهم.
الشجار بين الأبناء: لماذا وكيفية التعامل معه
من الطبيعي أن يكون هناك شيئ من المنافسة والتوتر بين الأبناء ويرجع ذلك إلي إختلاف الأمزجة والأهواء والرغبات بين الأبناء، لذلك لا يخلو بيت من الخلافات بين الأبناء ومشاجراتهم التي تختلف بين ماهو طبيعي ومعتاد عليه وما هو مقلق وخطر، وغالباً مايكون الشجار بين طفلين متقاربين في العمر والذي يستكشف كل منهم قدرات نفسه وقدرات أخيه في التغلب علي بعض، كما يستكشف كل منهم نقاط ضعف الآخر ومدي تسامحه وتقبله للهزيمة من أخيه.
 |
| الشجار بين الأبناء: لماذا وكيفية التعامل معه |
متي يصبح الشجار بين الأبناء مقلقاً؟
الشجار بين الأبناء يصبح مقلقاً عندما تظهر بعض العلامات الدالة علي ذلك منها:
- عندما يستخدم الأبناء ألفاظ بذيئة أثناء الشجار.
- عندما يشعر الأبن الأصغر بالظلم والقهر من أخيه الأكبر.
- يشغل الشجار الأبناء عن واجباتهم الدراسية.
- فكرة الإنتقام تراود الأبناء.
- تكرار الشجار علي أتفه الأسباب.
- إزعاج المنزل بتكرار المشاجرات بين الأبناء.
ننصح هنا بضرورة تدخل الآباء حتي لا تحدث عواقب وخيمة.
لماذا يتشجار الأبناء؟
إن مسألة الشجار بين الأبناء مسألة طبيعية، لكن هناك شجار المؤذي والخطر الذي يجب الإنتباه له، والشجار غالباً أسبابه واحدة وهناك عدة عوامل متشابهة ومتقاربة، ولعل أهم تلك العوامل ما يأتي:
- عندما يشعر الطفل بأن أخيه الأصغر هو المستحوذ علي إهتمام ورعاية والديه فهو يتعمد علي افتعال المشاكل مع أخوته للفت أنظار الوالدين إليه.
- ربما يشعر الطفل بالكره والحقد علي أخيه بسبب إهتمام الوالدين به ولا يستطيع مكايدة والديه فينتقم بالإساءة إلي أخوته.
- ربما يعاني الطفل باضطراب فرط الحركة (الطاقة الزائدة) مما يدفعه للعدوان والمشاجرة مع أخوتهن ويزداد الأمر سوءاً عندما يشعر الطفل بتفوق ذكائه علي أخواته ويتعلم فنون إيذائهم بأساليب مختلفة.
- من أكثر العوامل والأمور التي تثير المشاحنات والمشاجرات بين الأبناء هو الحصول علي محبة الوالدين والتنافس فيما بينهم علي ذلك الهدف، في الوقت الذي لا يستطيع الوالدين تقديم كل ذلك لأكثر من ثلاث أطفال بالمنزل.
- كثرة المشاجرات والمشاحنات بين الزوجين يسهل علي الأطفال التشاجر أيضاً ويصبح جو البيت متوتراً طوال الوقت، فالوالدين هم القدوة لأبنائهم ويتعلم الأبناء من الوالدين طرق وأساليب المعاملة، فإذا اتبع الآباء أساليب الجفاء والعنف في تربية الأبناء أو في معاملة الزوجة، سيعتاد الأبناء علي تلك الأساليب في المعاملة وتضعف لديهم شعور المحبة والعطف فيما بينهم ومع الغرباء أيضاً.
كيفية الوقاية من الشجار والاحتكاك بين الأبناء:
هناك بعض الأساليب المفيدة للتقليل من الشاجر بين الأبناء ومنها:
- تشجيع الأبناء علي المناقشة: ويقصد هنا تحويل إلقاء لوم الأطفال لبعض إلي إجراء مناقشة بينهم لاكتشاف من المخطأ وأسباب سوء الفهم بينهم، وبالتالي سوف يتعلم الأبناء كيفية المناقشة وحل مشاكلهم بأنفسهم.
- القتال: علم أطفالك أن يرفضوا مبدأ القتال خاصة إذا دعاهم لشخص غريب لذلك، وازرع الثقة بنفسهم.
- التجاهل: تجاوز وتجاهل المشاحنات البسيطة، وعلم أبنائك علي إيجاد حل لمشاكلهم.
- مبدأ العدالة: شجع أبنائك علي تبني مبدأ العدالة ونبذ الظلم، وعلي كل طفل التفكير في حل مشاكلهم التي تواجههم في ضوء ان الطفال يفهمون بعضهم البعض أكثر من الآباء.
- التعبير عن المشاعر: علم أبنائك التعبير عن مشاعرهم والتنفيس عن مشاعر الغضب التي تسيطر عليهم لبعض من الوقت، ومن حق كل طفل في التعبير عن أفكاره ومشاعره دون الخوف من تهديد أحد.
- مبدأ العقوبة والمكآفأة: علم أطفالك بأن هناك مكآفأة إذا لم يحدثوا أي إزعاج ولتكن تلك المكآفأة هي الحصول علي لعبة يحبونها أو قضاء بعض الوقت في منتزه يفضلونه، وإذا استمروا في الشجار فلتحرمهم من اللعبة التي يتشاجروا عليها أو إطفاء جهاز الكمبيوتر الذي يتشاجروا عليه، أو أطلب منهم الذهاب لغرفة مختلفة عن الآخر لقضاء بعض الوقت من العقوبة.
مواضيع ذات صلة:
 |
| الشجار بين الأبناء: لماذا وكيفية التعامل معه |
كيفية العدل بين الأبناء:
- أن لا يسمح الوالدان للشجار بين الأبناء أن يتعدي حدود الكلام المؤدب، وأن الابن الذي يقوم بالضرب أو الشتم او إطلاق ألقاب أو كلمات بذيئة سوف لا يفلت من عقاب والديه، حتي لا يتدرب الأبناء علي التعامل بعنف وقسوة فيما بينهم ولا بين الشخص الغريب.
- كثيراً من الوالدين عندما يتركون طفلهم الصغير تحت رعاية الأخ الكبير يغضون الطرف عن تعامل الكبير بعنف مع أخيه الصغير عندما يتصرف تصرف خاطئ، فيجب علي الوالدين أن يشرفا علي الأبناء اشراف مباشر ومراقبة تصرف الأبن الكبير معهم حتي لا يكون هناك أي حساسية خاصة إذا كان الأخ غير شقيق.
- الإهتمام من جانب الأم بتوزيع المسؤوليات علي البنات بالعدل، وأن تكون واضحة في توزيع المسؤوليات علي جميع البنات فمثلا البنت الكبري عليها مسؤولية مسح البيت والآخري جلي الصحون وفي اليوم التالي تتولي كل بنت مسؤولية آخري (النظام التبادلي).
- هناك فرق بين العدل والمساواة بين الأبناء، فكل طفل له ظروفه الخاصة فمثلا إذا مرض الطفل الصغير فإنه يحتاج إلي رعاية وملاطفة أكثر من الطفل السليم.
- العدل في معاملة الأبناء:
- فلا يمكن الاحتفال بعيد ميلاد طفل وعدم الاهتمام باقامة عيد ميلاد للطفل الآخر.
- عدم مدح وتفضيل أحد الأبناء وتميزه عن الآخرين.
- الحذر من استخدام اسم الدلع لأحد الأبناء دون الآخرين، فهو يسبب الكثير من الغيرة والمشاكل بين الأبناء، ولا أثناء توبيخ الأبن بسبب تقصيره في أداء عمل ما لا يسمح أن يستخدم الأب ألفاظ قاسية.
- من أخطاء الوالدين هوالتقليل من شأن الأبن سواء أمام أخواته أو أمام الغرباء.
7. الإهتمام بالخروج مع أفراد الأسرة لقضاء أجازة ووقت ممتع خارج البيت ومشاركة الجميع في بعض الأنشطة والألعاب الجماعية لإدخال السرور والفرح للعائلة، فهناك الكثير من الأسر التي تهمل الخروج لقضاء بعض الوقت مع أسرتها مما تسبب الشعور بالملل والجفاء فيما بينهم.
8. أحياناً عندما يحدث شجار بين الأبناء يشكو الأطفال لتعرضهم لبعض المضايقات لم تحدث بالفعل، فهو يسعي لجلب العقوبة علي أخيه، فينبغي عدم الألتفات إلي تلك النزاعات الصغيرة.
